تعد صلة الرحم من أفضل الأفعال في الدين الإسلامي، إذ ورد ذكر فضلها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لما في هذا الفعل من تأليف بين قلوب المسلمين وتعاضدهم، وحذّر الله جل وعلا قاطعي الأرحام في قوله: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ}،[١] وفي هذه الآية الكريمة قال الطبري: “هؤلاء الذين يفعلون هذا، يعني: الذين يفسِدون ويقطعون الأرحامَ الذين لعنهم الله، فأبعدهم من رحمته فأصمَّهم، بمعنى: فسلبهم فَهْمَ ما يسمعون بآذانهم من مواعظ الله تعالى في تنـزيله، {وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}؛ بمعنى: وسلبهم عقولَهم، فلا يتبيَّنون حُجج الله سبحانه، ولا يتذكَّرون ما يرون من عِبَره وأدلَّته”، ولصلة الأرحام فوائد كثيرة، فهي تقرّب قلوب المسلمين، لأن المسلم يصل جميع أرحامه دون اعتبار لنزعات النّفس أو مواقف الغير تجاهه.[٢]