حديث قدسي عن الرحمة

الرحمة

للأخلاق أهمية كبرى في حياة الفرد المسلم في مجتمعه، فقيمتها لا تقل عن آداء العبادات والطاعات المطلوبة والابتعاد عن المعاصي والمنكرات، وهي الركيزة التي تحدد العلاقة بين مختلف الديانات السماوية وتسمح لهم بالعيش على أرض واحدة بأمن وسلام، وخلق الرحمة واحد منها فلله المثل الأعلى في رحمته بعباده أجمعين.

والرحمة صفة جليلة من الصفات التي ينبغي للمسلم أن يتخلق بها، ومن عِظم مكانتها أنها من صفات الخالق عز وجل، بل إن اسمه (الرحمن) و(الرحيم) مشتق منها، كما ألزم الله بها الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الآيات كقوله تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، وذلك لأنها تربي وتعزز العديد من الصفات في النفس كالرقة والإحسان، فعندما شرع الرسول بدعوة قومه إلى عبادة الله واتباع شرعه كان مُحسنًا رحيمًا مما أكسبه قلوب الكثيرين من الصحابة والتابعين، ولو نظر الإنسان إلى نفسه اليوم لرآها غارقة في رحمة الله عز وجل في خلقه بأحسن تقويم ومده بالعقل والرزق والصحة والوالدين والأبناء وغيرها من المظاهر التي لا تعد ولا تُحصى.