تعرّف الأحاديث النبوية بأنها كل ما صدر عن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم من فعل أو قول أو تقرير أو صفة من الصفات الخَلقية والخُلقية، ومعنى التقرير أن يفعل أحدٌ أمام النبي صلى الله عليه وسلم فعلًا، أو يقول قولًا، فلا يُنكِره عليه، وقد لا يكون أمامه، ولكنه يسكت عنه عندما يَبلُغه، فسكوته هذا تقرير له، يعطيه صفة الشرعيَّة، لأنه صلى الله عليه وآله وسلم لا يُقِر أمرًا غير مشروع.

وأما صفاته الخَلقِيَّة، فمِثْل ما ورد في الأحاديث التي تصفه صلى الله عليه وآله وسلم من كونه أبيض الوجه مُشربًا بحمرة، وأنه ليس بالقصير المتردد ولا بالطويل البائن، وأما صفاته الخُلُقيَّة، فكما ورد أنه صلى الله عليه وآله وسلم عليه كان أشجع الناس، وأجودهم، وأشدهم تواضعًا وعطفًا على المساكين، والفقراء، والأرامل واليتامى، وأعظمهم عفوًا وحِلمًا، مع قدرته على العقوبة، وأنه ما كان يُواجه أحدًا بما لا يحب، وغيرها الكثير من مكارم الأخلاق التي بعثه الله تعالى بها ليُتمها، ويوجد من العلماء من يُدخِل في تعريف الحديث أقوالَ الصحابة والتابعين وأفعالهم، وقد يكون هذا أَوْلى بالقَبُول وأجدر؛ ويشهد له صنيع جمهور المحدِّثين؛ فقد جمعوا في مؤلفاتهم أقوال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأفعاله وتقريراته وأقوال الصحابة والتابعين وأفعالهم.[١]