كيف تبدو السحب على المريخ؟ السحب على الأرض

سيكون من الجميل أن نقف في يوم من الأيام تحت سحابة على سطح المريخ مع أحد الأحباء ونسألهم بشكل رومانسي كيف يبدو الأمر بالنسبة لهم، فقط لنرى أعينهم منتفخة مثل شوارزنيجر في فيلم Total Recall لأنهم نسوا خوذتهم.




لكن علماء الفلك كانوا يفعلون نفس الشيء (من بعيد، بالطبع)، ولاحظوا كيف تبدو السحب في الواقع: سحب الأرض. ليست ديناصورًا أو أي شيء من هذا القبيل.

ورغم أن الغلاف الجوي للكوكبين مختلفان اختلافاً جذرياً، ومن الصعب التنفس على المريخ، إلا أن كلا الكوكبين يبدو أنهما يشتركان في تكوينات سحابية متشابهة إلى حد كبير. فقد فحصت دراسة أجرتها مركبة الفضاء مارس إكسبريس التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية ومسبار مارس ريكونيسانس التابع لوكالة ناسا العواصف الغبارية على المريخ، ووجدت أن السحب تتشكل بطرق مماثلة للسحب في المناطق الاستوائية على الأرض.

ذات صلة: ملفاتك قد تذهب إلى الفضاء

وقال كولين ويلسون، أحد علماء مشروع مارس إكسبريس التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، في بيان: “عندما نفكر في وجود غلاف جوي يشبه غلاف المريخ على الأرض، فمن السهل أن نفكر في صحراء جافة أو منطقة قطبية”.

“ومن غير المتوقع تماماً، من خلال تتبع الحركة الفوضوية للعواصف الغبارية، أن نتمكن من رسم أوجه تشابه مع العمليات التي تحدث في المناطق الاستوائية الرطبة والحارة والغير شبيهة بالمريخ على الأرض”.


في حال كنت تخطط لرحلة، فإن الكوكبين مختلفان تمامًا. المريخ بارد وجاف ويتكون في الغالب من ثاني أكسيد الكربون، بينما نحن محظوظون هنا على الأرض بوجود النيتروجين والأكسجين. والكثافة الجوية (إذا كنت تهتم بهذا النوع من الأشياء عند السفر) ليست متشابهة على الإطلاق، حيث تبلغ كثافة الغلاف الجوي للمريخ أقل من خمسين من الغلاف الجوي للأرض. وهذا يعادل 35 كيلومترًا فوق سطح الأرض، وفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية.

ولقد فوجئ العلماء إلى حد ما بتشابه السحب. فباستخدام الكاميرات الموجودة على متن مركبة مارس إكسبريس ومركبة ناسا الاستطلاعية المريخية، لاحظوا عواصف الغبار التي حدثت بالقرب من القطب الشمالي للمريخ. وقد ظهرت أشكال حلزونية تشبه الأعاصير المدارية على الأرض. كما توجد خلايا سحابية مماثلة مرتبة مثل الحبوب أو الحصى.


يمكننا أن نتخيل عالم فلك ينظر إلى الصور ويقول مازحا: “هل تعلم كيف تبدو السحب على المريخ؟ إنها أمطار!” ويسود الصمت المطبق.

ذات صلة: مسبار “إنسايت” التابع لوكالة ناسا يصل إلى نهايته بعد سنوات من قتله

على أية حال، فإن مثل هذه النتائج لا تتعلق فقط بملاحظة تشابه السحب. إن فهم كيفية تشكل هذه العواصف الغبارية على المريخ سوف يساعد في البعثات المستقبلية التي تعمل بالطاقة الشمسية إلى الكوكب الأحمر، حيث يمكن للعواصف أن تحجب الضوء عن الخلايا الشمسية.

وهذا من شأنه أن يسهل على الناس ذات يوم الوقوف تحت السحب والتساؤل عن شكلها. وفي الوقت الحالي، سيتعين علينا أن نترك هذه التجربة للأزواج المتجولين.

مصدر: وكالة الفضاء الأوروبية

أضف تعليق